لكل إنسان حق في حرية المعتقد وتبنّي الأفكار التي يريدها. هل لديك الحق في فرضها على حياة الاخرين؟
يُعزّز مجتمعنا ومؤسساتنا باستمرار فكرة السيادة البشرية على الحيوانات الأُخرى ولكن هل هذا المعتقد يعطينا الحق في إجبارهم على المواقف التي يتم فيها تجاهل كرامتهم، وعدم مراعاة معاناتهم، وعدم رؤية شخصياتهم، وسلب حياتهم؟ ما ذنب هذه الكائنات بما يعتقده الانسان؟وهل حرية المعتقد تعطينا حق فرضه على حياة الاخرين؟
“من نحن؟” “ماذا نفعل بهم؟” و “هل يجب أن نتغير؟”
تم تغيير أذهاننا منذ الصغر بتكتم ومع كل هذه السنوات من خلال نظام اعتقادي مُدمّر وغير مرئي يعتبر فيه بعض الحيوانات مجرّد منتجات وسلع وأدوات للترفيه. يشوّه نظام الاعتقادي هذا الذي لا جدال فيه تصوّرنا لما هو طبيعي وضروري. نحن نجادل بأن أكل الحيوانات محلل لنا وانه وليس خيارًا أبدًا ولدينا حق في حرية المعتقد وتبنّي هذه الأفكار. لقد تم غسل دماغنا للاعتقاد بأن نظامنا المؤسسي الخاص هو أخلاقيًا صحيح، متفوق وما إلى ذلك
إجعل لنفسك بيتًا يدخله الملائكة
العقلية المقبولة عمومًا هي أن الناس تملك حيوانات إذ لا يجوز مثلًا اقتناء الكلب إلا لحاجة، كالصيد والحراسة، أو للماشية، أو للزرع، ومساعدة الضرير وغير ذلك من وجوه الانتفاع. يتم تربية الحيوانات الاليفة واجبارها على التكاثر من أجل بيعها او استخدامها للترفيه، واستغلالها بعدة طرق أخرى. هل ينبغي اعتبار الكلاب والقطط (وأي حيوان آخر) ملكية أو إنك لديك هم ولديهم أنت واعتبارهم أفراد من الأسرة ولديك واجب الاعتناء بهم وعدم التخلي عنهم مهما زادت الظروف سوءًا؟
السلام على الارض والبهجة والفرح والسرور
كلمات مثل” السلام على الأرض “و” البهجة والفرح والسرور” تتنقل بسهولة بين بعضنا البعض في احتفالاتنا وعلى مائدتنا، ولكن هناك الكثيرين الذين يدفعون ثمنها بالدم واليأس ولا سلام لهم ولا بهجة ولا فرح ولا سرور ولم يكن هناك أبدًا. لا يمكننا أن نحظى بالسلام فيما بيننا حين نحتفل بإبعاد الأطفال عن أمهاتهم وتعذيب الكائنات الحية الأبرياء وقتلها. نأكل ونستمتع، ولكن ماذا – أو من – نأكل؟ هل هناك عنف وسفك دماء على مائدتنا؟
لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان
إن الانسان يقتل حوالي ٦٢٠ مليون حيوان كل ٣ أيام، وهذا لا يشمل حتى الأسماك والمخلوقات البحرية الأخرى التي نفوقها كبير لدرجة أنها تقاس بالطن فقط. لكن قبل أن نقتلهم، علينا أن نجلبهم الى الحياة من خلال تلقيحهم بالقوة، نربيهم، نحبسهم ونستغلهم في الطعام، التسلية، الملابس والبحوث … حياتهم كلها من الولادة حتى الموت تتحكم فيها الصناعات التي تهتم فقط بالربح والتي تختبىء وراء اعلاناتها المزيّفة. امبراطورية من المعاناة والدم يموّلها المستهلكون الذين قيل لهم إن هذم الممارسات أخلاقية. معاناتهم غير مرئية وغير مسموعة والتي يتم تبريرها من خلال الإيمان بتفوقنا عليهم
تناول اللحوم هو رمز للرجولة والقوة
تم وصف تناول اللحوم هلى انه رمزًا للرجولة والقوة وعدم تناولها يهدد الرجولة، ولكن كل هذا من أجل التجارة وزيادة المبيعات. الرجال الحقيقيون يبرزون التعاطف ويتصرفون بناءً عليه. يتعاطف الرجال الحقيقيون مع الحيوانات التي تربى وتُستغل من أجل الطعام أو الملابس او استخدامهم كتجارب في المختبرات، أو استغلالهم في اعمال الترفيه. يعرف الرجال الحقيقيون أن الحيوانات لها مشاعر ويريدون فقط أن يعيشوا حياتهم بسلام، كما نفعل نحن. إن اتخاذ موقف رحيم ضد القسوة على الحيوانات هو أمر رجولي. التحدث عن من لا صوت لهم هو رجولي. الحفاظ على بيئتنا هو رجولي. تحسين صحتنا وصحة عائلاتنا هو أمر رجولي
هل المتعة الحسّيّة مبررًا لإيذاء الآخرين؟
وبالقول “لكن مذاقها جيدًا” كمبرر لاستغلال الحيوانات وإيذائها وقتلها، يتعين علينا تطبيق طريقة التفكير هذه على مواقف أخرى أيضًا. هل من المقبول تبرير حصولك على المتعة الحسية اخلاقيا ًعلى حساب ضحية ما؟
التسلط على جميع المخلوقات الأرضية
التسلط على جميع المخلوقات الأرضية وتسخير البر والبحر للإنسان. هذا المعتقد ليس دعوة للاستغلال والاساءة. لقد تم تدمير الطبيعة بمعدل عشرات إلى مئات المرات أعلى من المعدل الطبيعي على مدى العشرة ملايين سنة الماضية، وفقًا لتقرير التقييم العالمي للأمم المتحدة. منذ ظهور الحضارة البشرية، فُقد ٨٣٪ من الثديات البرية. يتمتع البشر بكفاءة عالية في استغلال الموارد الطبيعية، ثلاثة أرباع مجموع الأراضي حُولت إلى حقول زراعية، كما تم تغيير ثلثي البيئة البحرية من خلال مزارع الأسماك وطرق الشحن والمناجم تحت سطح البحر وغيرها من المشاريع. تُستخدم ثلاثة أرباع الأنهار والبحيرات في زراعة المحاصيل أو الثروة الحيوانية، كما أدى تدمير الموائل البرية للزراعة وقطع الأشجار إلى بداية ما يعتبره العديد من العلماء سادس انقراض جماعي للحياة يحدث في تاريخ الأرض البالغ أربعة مليارات عام
هل يجب أن نتغير، بغضّ النظر عن مدى ارتياحنا لطرقنا القديمة؟
خياراتنا الغذائية لها تأثير كبير على الحيوانات والكائنات الحية الأخرى. يستخدم إنتاج اللحوم والألبان ٨٣٪ من الأراضي الزراعية ويمثل ٥٨٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ولكن ١٨٪ فقط من السعرات الحرارية الغذائية
من خلال اختيار نظام غذائي نباتي، يمكنك المساعدة في إنهاء الجوع في العالم وتجنيب الحيوانات حياة من المعاناة والبؤس
إنتاج اللحوم غير فعال للغاية. لإنتاج كيلوغرام واحد من اللحم البقري يتطلب ٢٥ كيلوغراماً من الحبوب – لإطعام الحيوان – وحوالي ١٥ ألف لتر من الماء
يؤدي إطعام الماشية بالحبوب إلى زيادة الطلب العالمي ورفع أسعار الحبوب، مما يجعل من الصعب على فقراء العالم إطعام أنفسهم. وبدلاً من ذلك، يمكن استخدام الحبوب لإطعام الناس واستخدام المياه لري المحاصيل
يتم استخدام حوالي ٣٠٪ من سطح الأرض حاليًا لتربية الماشية. نظرًا لندرة الغذاء والماء والأرض في أجزاء كثيرة من العالم ، فإن هذا يمثل استخدامًا غير فعال للموارد
إذا تم إطعام جميع الحبوب في جميع أنحاء العالم للإنسان بدلاً من الحيوانات التي يتم تربيتها وقتلها من أجل اللحوم ومنتجات الألبان، فيمكننا إطعام ٣.٥ مليار إنسان إضافي
فكرة أن حياتهم أقل أهمية هي أصل كل ما هو شرّ في العالم
كان هذا هو سبب العبودية حيث اعتبرت حياة السود أقل شأنا. كان هذا هو السبب في اعتبار المرأة “ملكية” للرجل. إنه نفس السبب الذي يجعل الناس يضطهدون الحيوانات الآن تحت شعار حرية المعتقد. يجب على الناس أن يتحملوا مسؤولية ما يحدث للآخرين نتيجة معتقداتهم وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم وسلوكياتهم وأفعالهم، والتي تؤدي بشكل غير عادل، بالقوة، عن قصد، وبشكل مؤلم، إلى القضاء على حياة الآخرين
إن النظر إلى هذه الكائنات البريئة الضعيفة على أنها “ممتلكات”، ودفع الاموال لاغتصابهم، وفصلهم عن عائلاتهم وحبسهم وقتلهم فقط لإرضاء ملذّاتنا هو أمر مخ، عفا عليه الزمن، وبربري. ولكن في مجتمع يتم فيه اجبارنا على استهلاك اللحوم والحليب والبيض بشكل يومي، فغالبًا لانرى الضرر والقسوة تجاه الحيوانات الى حين النجاح بالوصول الى الوعي الذاتي حيث بامكاننا إدراك أننا كنا نتصرف بشكل ينتهك مبادئنا الأخلاقية منذ صغرنا
نحن لا نعيش في ٢٠٠٠ عام الى الوراء، العالم يتغير باستمرار. لقد تم غسل دماغنا للاعتقاد بأن الحيوانات قد خُلقت من اجل الانسان حتى لو لم نعد بحاجة لاستخدامهم واكلهم في عصرنا المتطور، فنعطي نفسنا الحق باستغلالهم وقتلهم. لقد تغيّر الزمن! إن اكل الحيوانات ومنتجاتها هو أمر لم يعد ضرورياً لتزويدنا بالغذاء، فالمنتجات النباتية متوفرة بكثرة وهي الغذاء الطبيعي والمناسب والكافي لجسم الانسان حسب اكبر المنظمات للتغذية في العالم. إن تعذيب وتشويه واغتصاب وسوء المعاملة وقتل حيوانات بريئة لمجرد الاستمتاع بالمذاق هو أمر غير مبرر أخلاقيا. إن تدميرك لهذه الكائنات الحساسة فأنت تدمر العديد من الصفات فيك. لا أحد يريد أن يعاني ويموت بسبب عاداتك ومعتقداتك وثقافتك وتقاليدك ومتعتك الحسية
الحيوانات الأُخرى هم اشخاص وليسوا اشياء و سلع لنتاجر باجسادهم او آلات لانتاج الحليب والبيض. فهم يشاركونا العديد من الخصائص العقلية والعاطفية. إنهم عزّل وغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم، لقد عانوا آلامًا هائلة تحت سيطرتنا لم يشهدها معظمنا أو يعترف بها. نحن بحاجة لرؤية الحيوانات الأخرى على أنها أفراد واعية. نحن بحاجة إلى احترام وجودهم وحقوقهم وحريتهم. الحيوانات الأُخرى تستحق الحقوق، فهي تستحق الحرية، فهي تستحق الأفضل
إذا اردنا احترام الحيوانات غير البشرية والنظر اليها على أنها مساوية لنا في الجوهر، كيف يمكننا أن ننظر إلى انسان آخر ونعتقد أنه أقل شأنا أو أن حياته أقل أهمية؟ حان الوقت للتطور إلى أفضل ما يمكن أن نكون! في اللحظة التي نكسر فيها حاجز التمييز بيننا وبين الحيوانات الأُخرى تحت شعار حرية المعتقد، ستتم إزالة جميع أشكال التمييز فيما بيننا تلقائيًا وسنكون قادرين على إيجاد السلام
لا شر يمكن أن يدوم إلى الأبد
كن جزء من جيل يساعد في إنهاء استخدام الحيوانات واستغلالها. اختر الجانب الصحيح من التاريخ … كن الشخص الذي يجسد الحياة السلمية الحقيقية والمستدامة غير العنيفة. كن الشخص الذي يسعى إلى أن يكون مشرفًا وحاميًا أفضل لجميع الكائنات الحسّاسة على الأرض. كن الشخص الذي يهتم من دون اي عذر بجميع أعضاء مملكة الحيوان، من غير البشر والبشر
سينظر أبناء مستقبلنا البعيد إلى الوراء الى هذا الوقت من التاريخ وينصدم كيف استغلينا واسأنا معاملة أبناء عمومتنا من الفراء والحراشف والريش والزعانف تحت شعار حرية المعتقد
Recommended: Here’s Why Killing Animals Is Violent And Unjust, No Matter How It Is Done – (choosecompassion.net)
Sources:
Position of the Academy of Nutrition and Dietetics: Vegetarian Diets
Humans Have Killed 83% of Wild Animals & Half of Plants: Study
The Planet Is Facing Its 6th Mass Extinction, Scientists Say
Redefining agricultural yields: from tonnes to people nourished per hectare
