Brain Tune Social

الحيوانات الأليفة للرعاية، لا للاستفادة: لماذا يجب أن نعيد تعريف علاقتنا بالحيوانات الأليفة

الحيوانات الأليفة للرعاية، لا للاستفادة: لماذا يجب أن نعيد تعريف علاقتنا بالحيوانات الأليفة

في عالمٍ يزداد فيه الحديث عن الرفق بالحيوان، لا تزال العلاقة بين الإنسان والحيوانات الأليفة محكومة بعقلية المنفعة. نحبهم، نعم، لكن بشروطنا. نرعاهم، أحيانًا، لكن حين يناسبنا. المشكلة ليست في وجودهم معنا، بل في الطريقة التي ننظر بها إليهم: هل هم أفراد يستحقون الرعاية؟ أم أدوات ننتفع منها؟ هذا المقال دعوة لإعادة تعريف العلاقة، من جذورها، لتتحوّل من استهلاك إلى التزام، ومن امتلاك إلى احتضان

لا تزال هناك عقلية منتشرة بين كثير من الناس، ترى أن الكلاب مَثَلاً هي أدوات لها وظيفة: للحراسة، أو الصيد، أو التسلية، أو أي شكل من أشكال المنفعة. هذه العقلية تجعلنا ننظر إليهم كوسائل نستخدمها ونستفيد منها، متجاهلين كرامتهم، وشخصيتهم، ومعاناتهم. وعندما تنتهي “الحاجة” إليهم، يتم التخلي عنهم كما لو أنهم غرض انتهى دوره وأصبح عبئًا

هذه العقلية هي نتيجة لغسيل دماغ ممنهج، جعلنا نصدق أن الحيوانات خُلقت لخدمة الإنسان. لكن الحقيقة؟ أن الإنسان في الماضي هجّن هذه الحيوانات ليستفيد منها في الحراسة، والزراعة، والصيد، والتسلية. وإن كان هذا السلوك مفهومًا في زمنه، فهو لم يعد مقبولًا اليوم. لم يعد لدينا أي مبرر أخلاقي للاستمرار في هذا النمط. نحن لم نعد نعيش في زمن نحتاج فيه إلى “أدوات حيّة” لنستمر. ما كان يُعتبر ضرورة أصبح اليوم استغلالًا. نُجبرهم على التزاوج، وننتج جراء يتم فصلهم عن أمهاتهم في سن مبكرة. على مدى الزمن، قمنا ببرمجة صفاتهم، وأحجامهم، وأشكالهم، حتى أصبحوا اليوم مشروعًا تجاريًا

المشكلة الأساسية في نظرتنا إلى الحيوانات هي أننا نعاملهم كوسيلة مؤقتة للراحة أو التسلية، لا كأرواح تستحق الالتزام والرعاية. وعندما تتغيّر ظروفنا، يُهمل الحيوان أو يُتخلى عنه. وفي الوقت نفسه، تواجه الملاجئ حول العالم اكتظاظًا مأساويًا. ملايين الحيوانات تُترك سنويًا بسبب التخلي أو الفشل في الرعاية، والكثير منها يُقتل بسبب نقص الموارد أو المساحة. كل عملية تزاوج جديدة تضيف إلى هذه الأزمة، وتزيد من عدد الأرواح التي تُهمل أو تُنسى

هذه العقلية هي مرآة تعكس شخصية الإنسان الاستغلالية، التي ترى في كل كائن ضعيف فرصة للمنفعة. وشراء الحيوانات الأليفة هو مشاركة مباشرة في استغلالهم، ويغذّي هذه المنظومة. لكن إن كنت تؤمن حقًا بالرحمة، فمسؤوليتك اليوم أن تتبنى، لا أن تشتري

هذه الحيوانات، التي نشأت بفعل تدخل الإنسان، أصبحت اليوم مسؤوليتنا. وجودهم معنا يضع علينا واجبًا أخلاقيًا: أن نرعاهم، لا أن نستغلهم. أن نمنحهم الحب، لا أن نطلب منهم خدمة. أن نراهم كأفراد، لا كوسائل. الكلاب مثل الأطفال. يحتاجون إلى منزل محب، وسرير مريح داخل البيت، ووجود إنساني يمنحهم العاطفة والحنان. هم كائنات اجتماعية، مثلنا تمامًا، يتوقون دائمًا للتواصل، والحب، والدفء

كل تصرّف تجاه أي حيوان هو انعكاس مباشر لشخصيتك، لقيمك، ولما تتركه خلفك في هذه الحياة. فإما أن تكون مسؤولًا ورحيمًا، تحتضن وتحترم هذه الأرواح التي لا حول لها ولا قوة، لأن حياتها أصبحت معلّقة بحياتك. وإما أن تكون استغلاليًا، وهذا ينعكس في شخصيتك اليومية. مرآة تعكس من أنت، وماذا تؤمن، وماذا تترك خلفك في هذه الدنيا: احترام أم استغلال؟ رعاية أم منفعة؟ رحمة أم أذى؟ وفي النهاية، كما قال غاندي

“تُقاس عظمة الأمم وتقدّمها الأخلاقي من الطريقة التي تُعامل بها الحيوانات التي تعيش بينها


القراءات الموصى بها: النحل ليس مسخَّراً لخدمة الإنسان، وعسله ملك له وليس لنا: استغلال النحل في صناعة العسل

Vegan and Animal Liberation activist. We have been conditioned by destructive belief systems. look at the world with new eyes.

WebSite Facebook Instagram Linkedin YouTube

Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *